النص السماعي راوية القصص مكتوب

 النص السماعي راوية القصص مكتوب

راوية القصص


راوية القصص

وصل موسم الدراسة فسجلتني أمي في مدرسة امحمد كسوس لأنها تدرس العربية و الفرنسية على السواء، و بها القسم الداخلي، و فيه بنات  مزارعين و تجار سوسيين يعيشون في فرنسا، كان أساتذة الفرنسية جزائريين و أساتذة العربية رباطيين أصليين، و من اول العام ظهر ميلي إلى اللغة العربية و تفوقي فيها، فبدأت أشغل وقتي و نفسي عن انفصالي عن أمي بالقراءة، كان الأستاذ العفير قد أقام لنا مكتبة عربية في خزانة في آخر الصف، ساهم فيها  كل واحد منا بكتاب أو كتابين، و كنا نستعير الكتاب مقابل عشرين فرنكا،  تذهب إلى صندوق لشراء المزيد من الكتب، و أعتقد انني كنت أكثر من استفاد من تلك الخزانة و أصبحت راوية القسم الداخلي، فعندما لا يكون الجو صحوا أيام الأحد كانت الحارسة و هي جزائرية اسمها بدرة تدخلنا قسم المراجعة، لا لنحفظ دروسنا و لكن لأرواي القصص، فقد كانت هوايتي المفضلة، كانت تجلسني في مكتبها و تجلس هي في نهاية الصف وتصغي، كانت عربيتها شأن معظم الجزائريين في ذلك الوقت، ضعيفة جدا ثم تقول لي سوف تكونين معلمة، و لكن رجلا من أسرتي كان يراني أصغي بشغف لأحاديث جدتي و أكثر عليها الأسئلة، قال لي هل ستوكنين صحافية ، لم يكن يهمني ما سوف أكونه، لم يكن يهمني إلا ان آجد كتابا لم أقرأه بعد، كانت البنات في القسم الداخلي يطلبن مني المزيد من رواية القصص، و كن يتحلقن حولي في الساحة فأبدأ الحكي و تبدأ الحلقة تتكتل و تتماسك، و استهلكت خزانة الصف، فأعطاني أحد أصدقاء والدي مجلدا مذهلا بحجم ألف ليلة و ليلة، يضم مجموعة أعداد مجلة السندباد، فيه قصص و صور من النوع الذي يحسن الناشر اللبناني صنعه، و عندما غادرت تلك المدرسة كنت قد قرأته و أعدت قراءته مرارا و تكرارا.


النص السماعي راوية القصص للمستوى الرابع مرجع واحة الكلمات




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-