نص حكاية الفلاح و الثور

نص حكاية الفلاح و الثور للمستوى الثالث



نص حكاية الفلاح و الثور

المفيد في اللغة العربية للمستوى الثالث

الوحدة 4: الأسبوعان الثالث و الرابع من الوحدة الرابعة - الأسبوعان  20-21
الحكاية الثانية من الوحدة الرابعة '' الفلاح و الثور''
مجال المهن و الحرف 


   يُحْكى أَنَّ بَغْلاً ضَخْماً وَثَوْراً سَميناً كانا يَعيشانِ مَعاً في زَريبَةٍ. اِعْتادَ صاحِبُهُما ٱلْفَلّاحُ أَنْ يَرْبِطَهُما مَعاً بِٱلْمِحْراثِ لِحَرْثِ ٱلْأَرْضِ، فَأَصْبَحا جارَيْنِ صَديقَيْنِ في ٱلْحَقْل وَٱلزَّريبَةِ.
ذات يوم قال الثور للبغل : '' لقد تعبنا في الحرث و لم يشغل الفلاح غيرنا لإراحتنا. ما رأيك أن نلعب دور المريضين ليريحنا؟'' أجاب البغل : '' كيف نتمارض و موسم الحرث قصير ؟ صاحبنا يهتم بنا طول العام.'' رد الثور باستهزاء  «. إِنَّكَ غَبِيٌّ! اِصْبِرْ أَنْتَ لِلْعَمَل ٱلْمُضْني، أَمّا أَنا فَسَأَتَمارَضُ »

   تَظاهَرَ ٱلثَّوْرُ بِٱلْمَرَضِ، فَقَدَّمَ لَهُ ٱلْفَلّاحُ ٱلْأَعْلافَ وَتَرَكَهُ يَسْتَريحُ. عادَ ٱلْبَغْل في ٱلْمَساءِ مُرْهَقاً فَسَأَلَهُ ٱلثَّوْرُ : « ما أَخْبارُكَ؟ » أَجابَ ٱلْبَغْل «. بَذَلْتُ جُهْداً أَكْثَرَ لأُِعَوِّضَ غِيابَكَ » تَهَلَّل وَجْهُ ٱلثَّوْرِ فَرَحاً وَسَخِرَ « أَلَمْ يُحَدِّثْكَ ٱلْفَلّاحُ بِِشَيْءٍ عَنّي ؟ »  أَجابَ ٱلْبَغْل « لَمْ يَتَحَدَّثْ مَعي لِأَنَّهُ كانَ مُنْشَغِلاً مَعَ ٱلْجَزّارِ » هُنا ٱنْهارَ ٱلثَّوْرُ، وَأَدْرَكَ أَنَّ ٱلْفَلّاحَ سَيُقَدِّمُهُ لِلذَّبْحِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ صالِحاً لِلْعَمَل.

   في صَباحِ ٱلْغَدِ حَضَرَ ٱلْجَزّارُ، وَقادَ ٱلثَّوْرَ إِلى إِسْطَبْلِهِ في ٱنْتِظارِ يَوْمِ ٱلسّوقِ ٱلْأُسْبوعِيِّ لِذَبْحِهِ في ٱلْمَسْلَخِ. ظَل ٱلثَّوْرُ طول ٱلْيَوْمِ يُفَكِّرُ في مَصيرِهِ، فَبادَرَتْهُ جارَتُهُ ٱلْجَديدَةُ ٱلْبَقَرَةُ : «مَرْحَباً بِكَ! لِماذا تَبْدو مهموما ؟ » حَكى ٱلثَّوْرُ حِكايَتَهُ لِلْبَقَرَةِ، فَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّ صاحِبَنا ٱلْجَزّارَ لا يَذْبَحُ إِلاّ ٱلْبَهيمَةَ ٱلسَّليمَةَ صِحِّيّاً وَٱلسَّمينَةَ لَحْماً، وَلا يَقودُها إِلى ٱلْمَسْلَخِ إِلّا إِذا فَحَصَها ٱلطَّبيبُ ٱلْبَيْطَرِيُّ، وَأَكَّدَ خُلُوَّها مِنَ ٱلْأَمْراضِ، وَما أَظُنُّ إِلّا أَنَّكَ ثَوْرٌ سَليمٌ وَسَمينٌ وَصالِحٌ لِلذَّبْحِ. يَبْدو أَنَّكَ أَنْتَ ٱلْغَبِيُّ وَلَيْسَ ٱلْبَغْل. لَمْ تُفَكِّرْ في ٱلْعَواقِبِ قَبْل أَنْ تَتَظاهَرَ بِٱلتَّمارُضِ.

   أَحَسَّ ٱلثَّوْرُ بِسوءِ تَصَرُّفِهِ، وَنَدِمَ عَلى ما قامَ بِهِ، فَٱنْسَكَبَتِ ٱلدُّموعُ مِنْ عَيْنَيْهِ وَهُوَ يُرَدِّد : « لا ينفع الندم قبل فوات الأوان. »

****

تحميل نص الحكاية على صيغة PDF 







حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-