ملاحظات على هامش الوصايا الأربع المتعلقة بالدخول المدرسي

ملاحظات على هامش الوصايا الأربع المتعلقة بالدخول المدرسي

وصايا متعلقة بالدخول المدرسي

ملاحظات على هامش الوصايا الأربع بقلم منير المنيري 

      في الكثير من المنتديات التربوية والصفحات الفيسبوكية انتشرت هذا الأسبوع وصايا موجهة للأساتذة، تتمحور حول الرفق بالمتعلمين من طرف الأساتذة، متوسلة في ذلك ومتحججة مرارا بأن الأستاذ قبل كونه أستاذا فهو تلميذ "ابن الشعب"، ولذلك فلا يجوز له ولا ينبغي ولا ولا... أن ينتقص من كرامة التلميذ وأن يقدر وضعيته تقديرا صائبا بعيدا عن الإحراج والقهر والشطط في استعمال السلطة، على حسب تعبير مقال من المقالات، ولكن الذي غاب عن هؤلاء أنهم لم يعبروا عن علاقة الأستاذ بالتلميذ حاليا، وكأني بهم يستحقون ردا جميلا لحسن نواياهم ولجهل بعضهم بواقع التعليم في الفصول الدراسية اليوم، في ما أعتقد.

 أولا: أن استفسار الأستاذ التلاميذ عن أسماء أوليائهم ومهنهم، ووضعياتهم الاجتماعية، لم يعد متداولا بالطريقة الشفهية كما كان جاري به العمل قديما، وإنما بواسطة قصاصات يدون فيها التلميذ معلوماته الشخصية، وله الخيار في حذف مطلوب، أو زيادة فائدة، هذا إذا طلب منهم الأستاذ ذلك فعلا، الأمر الذي يبتغي منه الأستاذ في الغالب الإحاطة ببعض الجوانب السوسيولوجية للتعامل مع مجموعة الفصل تعاملا تربويا ساميا، ولا يبتغي منه شيئا آخر. 

ثانيا: أن بعض التلاميذ وهم في كامل أناقتهم يمتلكون هواتف متطورة قد لا يمتلكها الأستاذ نفسه، ويصاحبون إلى الفصول أشياء ثمينة ومكسرات باهضة، ويتعللون بأنهم لا يمتلكون ثمن دفتر أو كتاب أو غلاف، وما أكثرهم حسب معاينتي الصفية، فهؤلاء لا يستحقون تعاطفا ولا تساهلا، أما فيما يخص المعوزين، فلا أظن أن أستاذا أو جمعية أباء وأولياء التلاميذ أو أي شريك للمدرسة، سيتخلى عن مثل هذه الفئات التي يسارع لها الأساتذة والأطر الأخرى طلبا للأجر، أو لتعزيز المكانة الأبوية لهم قبل الوظيفية.

 ثالثا: معلوم أن الزمن الدراسي ضيق ويتقلص بفعل الشروحات والترتيبات ومسح السبورة وربما التنبيهات الموجهة لبعض المتهاونين فكيف بذلك إذا تساهل الأستاذ في بداية كل حصة عن كل تأخر، بالفعل سيصبح فصله كحافلة النقل الحضري، كل تلميذ سيطرق فصله ويدخل بعد كل خمس دقائق مولدا قصصا درامية عن سبب تأخره، وبذلك ستضيع هيبة الفصل ومعها الدرس.

 رابعا: عمل الأستاذ غالبا لا يقتصر على تلقين المعلومات وإنهاء المجزوءات، وإن كان هذا ديدن الكثير من الأساتذة اليوم مع وفرة المذكرات المكبلة لصلاحياتهم، فهناك أساتذة يغلبون الجانب القيمي والتربوي في عملهم، ولهذا فهم لا يتساهلون في ما يتعلق باللباس غير التربوي وتصفيفات الشعر الغريبة، وإن كان هذا في جزء منه من صلاحيات الإدارة التربوية، كما أنه لا يمكن اعتبار عدم قبول تلميذ مخل في لباسه وتصفيفة شعره داخل الفصل انتقاما، وإنما هو تصرف في غاية النبل والاحترام للمتعلم وتكملة لدور الأباء خارج بيت الأسرة....

 بهذا وجب الإعلام والشاذ لا يقاس عليه.



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-